[ألقيت من لدن عضوة المركز الباحثة سميرة أباعيسى يوم الافتتاح بمكتبة أغورا بتطوان مساء يوم الجمعة 3 ماي 2024]
حضرات السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بِمناسبة الإعلان عن تأسيسِ مركزنا البحثي-"مركز
كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية المغربية"-يُسعدنا تقديم نبْذة عن سِياقات
تأسيسه، والدوافع التي حَمَلتنَا على التأسيس، مع عرْض الغايات والمَقاصد التي نرْجوها
من جميع ذلك.
ففيما يخصُّ سِياقات تأسيسِ مركزنا، فتَنبغي الإشارةُ
إلى أن تأسيسَ مركزٍ للبحثِ العلميِ فكرةٌ قديمةٌ راودتنا منذُ انخراطنا في العمل
الثقافي والأكاديمي، وترسّخت لدينا بعد حُصول الوعْيِ بِضرورة الإسهامِ في الحياة
الفكرية والثقافية في بلادنا بِمنظور جديد، عبْر ارتياد آفاق مغمورة في البحث
والدراسة والتأليف والترجمة تتصل بالدراسات الإسبانية والمغربية في وحدتها
وتعددها.
وهكذا تأسس "مركز كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية
المغربية" بصورة قانونية رسمية يوم 2 يونيو سنة 2023 في مدينة تطوان وفق
الثوابت الوطنية، من لدن باحثين وأكاديميين من مختلف المشارب الثقافية والتخصصات
العلمية ما بين دراسات إسبانية، وفقه، وفلسفة، وأدب عربي، وتاريخ، وقانون،
وإسلاميات غربية، وحصل بعد ذلك على وَصْلِ إيداعه القانوني النهائي طِبْقا
للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل في بلادنا.
وقد تمَّ اختيار اسم "كارلوس كيروس" (المُزداد
في بلدة "بُولا دِي سْييرُّو" Pola de Siero بمقاطعة "أستورياس" سنة 1884 والمُتوفى فيها سنة 1960) لِمركزنا
تأكيدا على رمزية هذا الاسم من حيثُ عَيْشُه وعَملُه في مدينتنا مدة تُنّيفُ على
سبع وعشرين سنة أستاذا في "مركز الدراسات المغربية" ومديرا له، وتأليفُهُ
وترجمتُهُ باللسانين القشتالي والعربي لِأعمال من صَمِيمِ ثقافتنا وفكرنا المغربي
والعربي والإسلامي، وتجسيدُهُ لهذه الغاية الخالصة في وَصْلِ الثقافتين المغربية
والإسبانية في أنبلِ معانيهما، تحقيقا لِلحق والخير والجمال.
أما الدوافع التي حَملتْنا على تأسيس مركز من هذا
القبيل، وتسميته باسم دارسٍ ممتازٍ للفكر والثقافة المغربية والإسلامية، فَدوافعٌ
متعددة منها مثلا:
-
الحاجةُُ إلى دراسة القضايا ذات الطابع الفكري والتاريخي
والثقافي المتصلة بالمغرب وإسبانيا في الماضي والحاضر؛
- ضرورةُ العناية بتراث
وفكر الشخصيات الفكرية والثقافية في المغرب وإسبانيا في الماضي والحاضر؛
- واجبُ الإسهام في البحث
العلمي في ميدان الدراسات المغربية والإسبانية؛
- وَثَاقَةُ صِلةِ بعضِ باحِثينا بالجامعات ومراكز البحث
ذات الاهتمام المشترك؛
- المشاركةُ في حركة الأفكار الخاصة بالدراسات الإسبانية
والمغربية.
أما الأهدافُ المَرْجُوّةُ من تأسيس هذا المركز، وبناءً على مضامين القانون الأساسي الذي تمت المُصادقة عليه في الجمع التأسيسي، فإن مركز كارلوس كيروس للدراسات الإسبانية
المغربية يسعى إلى تحقيق الأهداف التالية:
-
دراسةُ القضايا ذات الطابع الفكري والتاريخي والثقافي
المتصلة بالمغرب وإسبانيا في الماضي والحاضر؛
- العنايةُ بتراث وفكر
الشخصيات الفكرية والثقافية في المغرب وإسبانيا في الماضي والحاضر؛
- ترجمة المؤلفات
والدراسات الخاصة بالمغرب وإسبانيا في مختلف الميادين الفكرية والتاريخية؛
- الإسهام في البحث
العلمي في ميدان الدراسات المغربية والإسبانية؛
- المشاركة في التفكير في القضايا الفكرية والثقافية
المشتركة؛
- الانفتاح على الجامعات ومراكز البحث ذات الاهتمام
المشترك.
وسعيا وراء تحقيق هذه
الأهداف، يقوم مركزنا باعتماد الوسائل التالية:
- تنظيم الندوات العلمية،
والملتقيات الفكرية المرتبطة بمجال اشتغال المركز؛
- نشر الأعمال المرتبطة
بمجال اشتغال المركز؛
- التعريف بالإسهامات
العلمية في ميدان الدراسات المغربية والإسبانية؛
- التعاون والتنسيق مع
الجمعيات والمراكز العلمية الخاصة والجامعية ذات الاهتمام المشترك على المستويات المحلية
والوطنية والدولية؛
- عَقْدُ شراكات مع المراكز العلمية،
والجامعات، والجمعيات العلمية في المغرب وإسبانيا، وسائر المؤسسات العلمية ذات
الاهتمام المشترك في العالم الأمريكولاتيني والأوروبي؛
-
إصدار منشورات توثق لعمل المركز من مؤلفات، ومطويات،
ودوريات، ونشرات؛
- إحداث موقع رسمي للمركز
على الشبكة العنكبوتية، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي كلما كان ذلك ممكنا؛
- تنظيم محاضرات، وندوات،
ومؤتمرات، وملتقيات، وأياما دراسية، وورشات عمل، سواء كانت حضورية او عن بعد.
إن
أية مُبادرة فكرية أو ثقافية مُؤسسّيةٍ، لا بد لها مِمّن يُسَاِرعَ فيخطوَ الخطوة الأولى،
ثُم يُجَسِّدُهَا في إطار مادي قانوني. وهكذا هو الأمر فيما يَخُصُّ مركز كارلوس
كيروس للدراسات الإسبانية المغربية: لقد كان ضروريا أن تُبادر مجموعة من الباحثات
والباحثين إلى تأسيس إطار يُجسِّدُ بعض الاختيارات الثقافية والفكرية التي تشتغل
على الرؤية الاستراتيجية للعلاقات الإسبانية المغربية من منظور نقدي معرفيا
ومنهجيا. فإذا وُجِدَ مَنْ يُشاركهُ نفس الاختيارات، فلا يكون عمل مركزنا إلا السّعْي
في المُساهمة في ترسيخ تلك الرؤية، والعمل على مَدِّها بعناصر جديدة مع الإنصات
الجيد إلى أية أصوات أخرى تمضي في نفس الطريق محليا ووطنيا وأجنبيا.
إن
الأعضاء المؤسسين لهذا المركز يَعُدُّونَ أنفسهم مُبادرين لِعَمَلٍ عِلمِيٍّ وفِكْرِيٍّ
طموحٍ في مدينتنا وبلادنا، ولكن عَمَلهُم سَيَكْمُلُ بِدَعْمِ ومُؤازرة الإرادات
الحُرّةِ والصادقةِ في عملٍ عِلمِيٍّ على شُروطٍ من الصِّدْقِ والأمانة. ولذلك نُحِبُّ
التأكيد على أن مركزنا على استعداد للتعاون مع تلك الإرادات فيما هو مُفيدٌ ونافعٌ
لِحياتنا الفكرية والثقافية طِيْقا للثوابت الوطنية، وانسجاما مع أخلاق العمل
العلمي.
شكرا على حُضورِكُم الدَّاعِم لمشروعنا العلمي والثقافي
والسلام عليكم ورحمة الله
تطوان في 3 ماي
2024.